النساء الأكثر إصابة
تعرفي على أنواع الصداع وعلاجاته المختلفة
أظهرت بعض الدراسات أن النساء الأكثر إصابة بالصداع حيث إن ثلث المرضى من الرجال والثلثين الآخرين من النساء ، من ناحية أخرى تؤكد دراسات كثيرة إصابة ثلاث نساء بالشقيقة مقابل رجل واحد. أياً كانت النسبة فالنساء أكثر إصابة مما ينعكس سلباً على إنتاجياتهن في العمل وتعاملهن مع الأسرة.
لذا فنحن جميعاً في حاجة إلى معرفة أسباب الصداع ، وأنواعه، وهل توجد طرق علاج طبيعي بدلا من المسكنات ؟ يجيب على جميع هذه الأسئلة لـ"محيط" الدكتور عادل عبد الملك سعد - رائد العلاج اليدوي للصداع وأحد أشهر استشاري العلاج الطبيعي في مصر وأمريكا لعلاج الآلام المزمنة بالرقبة والظهر والركب والمفاصل - .
تعريف الصداع
الصداع عموما هو ألم بمنطقة الرأس. وحديثاً في تقرير الهيئة الدولية للصداع الذي نشر عام 2004 تم تقسيم الصداع إلى نوعين رئيسيين، أحدهم الصداع الأولى أي الصداع الذي ليس له أي أسباب عضوية، بمعنى أنه غير ناتج عن وجود أي مرض بالجسم أدى لحدوثه.
والنوع الثاني هو الصداع الثانوي وهو عكس النوع الأول أي أنه يحدث نتيجة لوجود مرض عضوي آخر بالجسم وعادة يتم التعرف علي الصداع الثانوي من أعراضه التي تظهر فجأة كنتيجة لألتهاب يحدث بالجسم أو نتيجة لنزيف بالمخ أو كما في حالات الصداع المستمر المتزايد والمتفاقم عند حدوث ورم بالمخ . والمطمئن هنا أن أنواع الصداع الأولى تمثل الغالبية العظمى من المشتكين من الصداع حيث تتعدى نسبتهم الـ 90 % من المرضى، فلا داعي للقلق .
أنواع الصداع الأولي وأعراضه
إن الصداع الأولي كما اتفقنا هو الصداع الغير مصاحب بأمراض عضوية ، ومن أشهر أنواع الصداع النصفي المزمن ( الشقيقة)، وصداع منطقة خلف الرأس، بالإضافة إلى الصداع الضاغط حول الرأس كالحزام.
وتظهر أعراض الصداع النصفي الأولى بشكوى المريض من الشعور بصداع على جانب واحد من الرأس، وقد ينتشر إلى الجانب الآخر، ويأتي هذا الصداع على شكل نوبات قد تستمر من 4 : 72 ساعة، وعادة ما يبدأ في نفس الجانب في كل مرة.
وقد يصاحب الصداع النصفي أعراض أخرى مثل الغثيان ، والتقيؤ ، أو الحساسية للضوء والصوت، وعادة ما يلجأ المريض إلى غرفة هادئة مظلمة حتى زوال نوبة الصداع.
أما النوع الآخر من الصداع فهو ما يطلق عليه صداع التوتر وكثيراً ما يبدأ في مؤخرة الرأس والرقبة ويكون ألمه في جانبي الرأس ، كما أنه قد يأتي وكأنه حزام يضغط بشدة حول الرأس وفوق الحاجبين وقد يستمر هذا الصداع لأيام حتى تهدأ أعراض زيادة التوتر، خاصة بمنطقة عضلات خلف الرأس وهنا يبدأ المريض في الإحساس بالراحة إلى أن تحدث زيادة في التوتر مرة أخرى أو زيادة في المجهود العضلي تؤدى لزيادة توتر عضلات منطقة خلف الرأس فتعود نوبة الصداع مرة أخرى .
أيضا توجد أنواع أخرى من الصداع التي عادة ما تأتى في منطقة معينة بالرأس تكون شديدة الألم والحساسية حتى لمجرد اللمس، لدرجة أنه من شدة الألم يميل المريض ليس فقط إلى حك المنطقة المصابة بل تمزيقها سواء كانت حول العين أو الأنف أو الخد، فإذا جاء بمنطقة الفم يكون مجرد استعمال فرشة تنظيف الأسنان شيء مؤلم جداً ، أما إذا جاء بمنطقة الخد يكون مجرد لمس الخد أو التقبيل شيء مفزع جداً، وعادة ما يحدث هذا مرارا وتكرارا كل يوم .
أسبابه
ينتج الصداع من الضغط على عصبين مختلفين، الأول يخرج من أعلى الفقرات العنقية، التي إذا حدث بها أي خلل يؤدى لألم منطقة خلف الرأس ، أما العصب الآخر فيخرج من الخلايا المخيّة وهو الذي يؤدى للإحساس بالألم بالمنطقة الأمامية والجانبية من الرأس ، وهذا العصب كان سبب حيرة العلماء ، حيث إنه من الطبيعي ألا يتأثر هذا العصب إلا في وجود التهاب أو نزيف أو ورم بمنطقة خلايا المخ، ولكن مع عمل الأبحاث والإشاعات وعدم ظهور أي من تلك المشاكل، كان السؤال كيف يتأثر هذا العصب رغم عدم وجود أي سبب أو خلل بمنطقة المخ. هنا جاءت الأبحاث العلمية الحديثة التي أجريت على حيوانات التجارب بحل لهذا اللغز، حيث توصلت لوجود اتصال بين عصب المخ وعصب الفقرات العنقية. بمعنى أن الألم الذي يحدث نتيجة لأي ضغط على عصب أعلى الفقرات العنقية يؤدى للشعور بالصداع بالمنطقة الأمامية والجانبية من الرأس كما بمنطقة خلف الرأس .
ويتهيج هذا العصب وينضغط ، نتيجة لأي خلل يحدث بالفقرات العنقية التي يخرج من بينها، ومن بين تلك الأسباب الإجهاد المستمر لعضلات الرقبة نتيجة لاستخدامها لفترات طويلة دون وجود فترات راحة، كقضاء وقت طويل أمام الكمبيوتر وفى الأعمال المنزلية والمكتبية المختلفة وقيادة السيارة لساعات طويلة تؤدى لإجهاد عضلات الرقبة، إضافة إلى الاستخدام الغير سليم للرأس والعادات السيئة أثناء السير أو الجلوس أو الأعمال المختلفة مما يؤدى لحدوث شد علي الفقرات العنقية وتغير اعتدالها من الوضع الصحيح الذي تكون فيه الرأس متعامدة علي الفقرات العنقية كحرف t إلى وضع الميل أماماً، وبالتالي تغير في الوضع الصحيح لترتيب الفقرات فوق بعضها وتغير في مكان خروج العصب من بين تلك الفقرات فيحدث تهيجه والتهابه والضغط عليه وبالتالي الإحساس بالصداع .
علاج بدون أدوية
وعن طريقة العلاج بدون أدوية ، يؤكد الدكتور عادل عبد الملك لـ"محيط" ، أنه بحثه الذي طبقه على 78 مريض وأشرف علية ثلاث أساتذة أمريكان من جامعات أمريكية مختلفة، انتهى بنتائج مبهرة في زوال الصداع بأنواعه المختلفة، حيث ابتكر طريقة إزالة الضغط علي عصب الرقبة ، مما أدى لاختياره ليقدم لعلماء العالم المهتمين بهذا النوع من العلاج والمجتمعين في المؤتمر العالمي الذي عقد بمدينة روتردام 2008 .
ويشرح د.عادل طريقة العلاج قائلاً : لإزالة الصداع لابد من إزالة الضغط الواقع على عصب الفقرات العنقية ، وهنا يتم عمل اختبارات يدوية معينة ومحددة لتحديد زاوية انضغاط الفقرات علي بعضها وأماكن تغير الوضع الميكانيكي لحركة وعمل العضلات الذي أدى إلى تغير اعتدال الرأس، بعدها يتم باليد فتح زاوية ضغط الفقرات وإبعادها عن بعضها ليزول الضغط الواقع علن العصب، أيضاً يتم إعادة الوضع الميكانيكي الصحيح لعمل العضلات وإعادة الرأس لوضعها الصحيح المتعامد علي الفقرات، هكذا تزول كل المتغيرات التي أدت لحدوث الصداع وتزول أسبابه ويزول الصداع.